“كيف بدِّك تشتغلي ع الخط؟ أنتِ ست موظفة وأم لولدَين معقول تصيري شوفور تاكسي؟!”
هيك كانت ردّة فعل أصدقاء وأهل كوليزار لمّا قررت تترك وظيفتها بشركة التأمين وتصير سائقة أجرة. فكرة التاكسي ما كانت وليدة الصدفة لأن كوليزار بعد طلاقها لاقت حالا من دون دخل ثابت وصحيح أنها اشتغلت بأكتر من شغلة قبل ما تستقر بشركة التأمين لكن بقي المدخول قليل فاشترت نمرة من مدخراتها وقرّرت تحوّل سيارتها لنقل الركاب.
بالبداية بلّشت القصة معها كتسلية وكان الهدف تنقل زميلاتها بالشغل من وإلى بيوتن الصبح وبعد الضهر مقابل بدل مادي. وشوي شوي تشجعت كوليزار تنزل على الطريق بعد الدوام وتنقل ركاب وما ترجع قبل الساعة ١٢ بالليل. المدخول زاد منيح وهون حصلت نقطة التحوّل بحياة السيّدة الأربعينية لمّا قررت تصير صاحبة مهنة حرّة وتتخلى عن الوظيفة نهائياً. لكن هل فعلاً كانت مستعدة تواجه كل تحديات هالعالم الجديد؟
بالحقيقة نعم. كوليزار كانت شجاعة كتير والدليل أنها سجّلت سيارتها بمكتب وصارت تشتغل ليل نهار بلا تعب. بالليل تنام بالمكتب وترد ع الهاتف لتأمن طلبات الزبائن مع السائقين وهي بدورها تنقل الركاب بالنهار. التحديات الأكبر كانت مع بعض الركاب الذكور لكن كوليزار كانت صارمة من البداية وفرضت احترامها على الجميع. ومع الوقت اكتسبت شعبية كبيرة عند زبائن المكتب خاصة رجال الأعمال الأجانب للي كانوا يطلبوها تنقلهم من المطار لأنها سيدة مثقفة بتتقن لغات عديدة وهالشي بيسهّل عليهم أمور كتيرة.
حاجز مهم كان على كوليزار تقطعه كمان هو ردة فعل بنتها ع الموضوع. المراهقة للي كان عمرا ١٦ سنة بوقتها كتير انزعجت وخجلت بشغل أمها خاصة قدام رفقاتها بالمدرسة يللي بينتموا لعائلات وضعن المادي مرتاح جداً متل وضع والدها. لكن بعد فترة ولما شافت نجاح أمها وإصرارها على بناء نفسها صارت فخورة فيها وبشخصيتها وشجاعتها وتفانيها بعملها.
ورداً على سؤالنا وين بتشوفي حالك بعد كم سنة بتقول كوليزار أنو الطريق بعدو طويل وهمها حالياً تبلش بتقسيط بيت خاص فيها وطبعاً رح تحاول بمجهودها تأمن مبلغ يكفيها لتقاعدها. وبالنهاية ما نسيت تترك رسالة تشجيع للمرأة وتطلب منها تكون قوية وما تعتمد على حدا إلا على نفسها وما تخجل تقوم بأي عمل شريف.
ما في شي صعب عند الإرادة وكوليزار هي مثال للمرأة للي بتنبض قوة وحياة!
.