سامعين بضيعة بجرين؟ هل ضيعة بقولوا عنا قرية الأشباح لأن ما فيها حدا، بتكبوا الإبرة بتسمعوا رنتها، بتمشوا بتلاقوا بيوت حجر عتيقة قاشط سقفها، شقف فخار مكسرة، بير عميق ووادي غميق.
ضيعة بجرين موجودة بقضاء جبيل، بتلاقوها بين ضيعة حبالين وحصارات، بقولوا عنا قرية الأشباح لأن هجروها سكانها من أكتر من مية سنة بسبب المجاعة.
بعض سكان المنطقة إذا بدن يخوفوا ولادن ليسمعوا الكلمة بقولولن: “بدي آخدكن على بجرين.”
ما في طريق بتوصل على الضيعة، بدكن تمشوا وتقطعوا مسافات طويلة على إجريكن، الطريق شوي وعرة بس الطبيعة حلوة كتير.
أول ما توصلوا رح تلاقوا بقايا بيوت مهجورة، وشجر، جرون عنب قديمة، بير مي غميق وبقايا معمل حرير أثري.
بتقول الخبرية إنو وقت حلت المجاعة على لبنان وانفرض الحصار على جبل لبنان، كان قدام سكان بجرين خيارين: الموت الحتمي أو الهجرة.
فبقولوا إنو قرروا يضبوا غراضن بليلة ما فيها ضو قمر ويهاجروا كلن سوا بالبحر لما يموتوا بالجماعة لأن ما كانوا قادرين يجيبوا لقمة خبز. هونيك نهار قفلوا بواب بيوتن وتركوا المفاتيح معن على أمل يرجعوا شي نهار وما حدا عرف كيف راحوا.
في روايات بتقول إنو راحوا على بور طرابلس، لأن كان من السهل السفر من هونيك بسبب عدم فرض الحصار العثماني على منطقة طرابلس، وهيك الكل راح وما بقى حدا مين يخبر.
شو كمالة القصة؟ ما حدا عرف شو صار فين. البعض قالوا إنو وصلوا سالمين على البرازيل وكفوا حياتن عادي وما رجعوا على لبنان وفي رواية بتقول إنو غرقت الباخرة بالقنابل وماتوا كل سكان الضيعة بالبحر بطريقة مأساوية.
الشي الوحيد لي باقي صاغ سليم بالضيعة هوي كنيسة مار الياس لي بعدها واقفة شامخة بتحكي ذكريات شعب تعذب وكافح لآخر نفس.
Credits: We Love Lebanon
وقت الحرب العالمية الأولى، هل ضيعة عانت كتير، موجات الشوب واليباس والجراد حجبوا ضو الشمس عنها وبطل في شي يخليهن واقفين على إجريهن يعني بالمعنى الحرفي للعبارة.
حتى مي ما عادوا يلاقوا مي لأن كانوا يتكلوا على الشتي ليشربوا وبسبب الجفاف، وقف الشتي ونشفت الأرض وهيك كان مصيرن الموت الحتمي بالجماعة والمرض.
بحسب بعض سجلات الكنيسة المارونية، هل ضيعة كانت ملك لعيلة نعمة الغنية يلي جابت شغيلة وفلاحين من الضيع المجاورة، متل حصرايل، حبالين، وحصارات ليصنعوا حرير ويهتموا بالأرض ويشتغلوا.
قولكن بعد بيرجعوا شي نهار؟