اشيا منحبها
طارق كوّى

هيك كان السرفيس بلبنان أيام زمان: ربع ليرة وأم كلثوم!

كيف كانت الطلعة بالسرفيس أيام زمان؟ تذكروا معنا، وإذا حابين تسمعوا قصص حلوة عن أيام بيروت القديمة، تسمعوا لمجموعة الذاكرة الجماعية مع الراوي طارق كوّى!

يلي الزوق بيندهلك والخفي والشطارة، من فضلك ع مهلك غلوق باب السيارة. هيدي واحدة من الأبيات والأشعار اللي كتير لما تكون بضيافة مرسيدس 180، السرفيس. وكيف لتصير بضيافته؟ ح يكون ايده ع الدركسيون من فوق، رافع أصبعه اليمين…بقشرلك فيه لأصبعه اليمين وبيكوعه عم يضرب الزمور.

بيروت ساحة البرج  - السبعينات
بيروت ساحة البرج – السبعينات

كلهم بنفس اللحظة وإيده الشمال مدندلي من الشباك. والحلو إنو نص زبوناته هني ذاتهم لأنه كانوا يشتغلوا ع خط واحد، فبالتالي بيعرف تلت ارباع الناس اللي وقفين بدهم يطلعوا بالسرفيس بيعرف دغري إذا زبون ولا منو زبون. ويعرفوا اسمه ويعرفوا وين ساكن وبرجعة يعرفوا وين ينزلو. السرفيس كان مهم بهذاك الوقت، وفيه كتير الناس كان عندهم سياراتهم ولكن وين بدك تصف السيارة لتنزل فيها ع البلد أو ع الأسواق التجارية؟

فبالتالي الأكتر الناس كانوا يفضلوا يستعملوا السرفيس. فيه ناس كتير كانوا ينزلوا مشي ع البلد ولكن يعرف إنه هيرجع يستعمل السرفيس هو وراجع ع بيته. بيسأل واحد كيف صاروا كلهم مرسيدس 180 و190؟ بهيداك الوقت شركة غرغور وما زالت وكيلة ال مرسيدس نزلت سعر هالسيارات وقسطت حقها بتقسيط مريح جدا يلي سمح لكل واحد معه نمرة حمراء، أو بده يشتري نمرة حمراء، إنه يقدر يشتري مرسيدس 180 أو 190. والتاكسي صار موديل الـ 200 والـ 280 كمان من عند غرغور.

والحق يقال إنه كانت فعلا سيارة عندها قدرة احتمال قوية كتير مصروفها كتير خفيف وبتساع خمس ركاب زرك… والله يعين اللي قاعد قدام بالنص. واللي ساعدوا للمرسيدس إنه الفيتاس كان بالكيدون فبالتالي ما كان فيه فيتاس بالأرض لا يخسر محل راكب. ولما كنت تطلع مرساديس 180 إذا طالع ورا، كان كلهم عاملين مثل مسكة كروم على ظهر الكرسي الأدماني لتتهدى فيها.

مرسيدس 180 موديل سنة 1961

بس إذا قعدت ورا، حيروح عليك كتير إشياء. أول شي ما حتشوف الصور المحتوطين على التابلو، ولا حيشوف المصاري المحتوطين على عداد السرعة: نصاص لميعة أرباع والعشرات والفرنكات بقلب منفضة السويجير هيدي كان فيها مصاري. مرد الشمس مشان الليرات الملفوفة، وعندك صورة الشوفير هو شاب وصور الأولاد إذا مجوزين وأكتريت الوقت خرزة زرقة معلقة من المراية… فيه كم واحد مركب مروحة بتبرم على التابلو، وعندك الفوطة الصفرا: يا الفوطة على حضنه، يا اما حاططها تحت إيده المدندلة من الشباك إذا كانت الشمس قوية… أو مربوطة بمسكة الإشارة. والنحاسة اللي موجود عليها اسمه، من أي ضيعة جايي، ورقم السيارة اللي عم بسوقها…وتعليمات إغلاق الباب بهدوء والراديو طبعا بدك تسمع على زوقه تلت رباع الناس حفظت أغاني أم كالثوم من وراء السرفيسات.

والراديو بيضل أحسن من إنو يبلش يحكيك بالسياسة ويعطيك أراؤه. وإذا ما عجبه يلي إنت عم تحكيه، بيرجع بيدور الراديو وبيعليه. وسرعة السرفيس، بتعرف قديه معه ركاب: إذا ماشي عمهله، يعني ناقصه راكب أو راكبين…وإذا ماشي بسرعة، يعني مفول وبده يوصل ليفضي. التسعيرة كانت ربع ليرة، بس فيه ناس محظوظين يلي ساكنين بمحلات فيه نزول قوي على البلد، كانوا يطفو السيارة، يبومرا…وياخد منك بس 15 قرش…

لا شك كان زمان جميل

عندكن قصص أو أي تعليقات حابين تشاركونا اياها؟ بعتولنا بريد إلكتروني

collective-memory@beirut.com

للانضمام للمجموعة الواتساب يلي انطلق منها
هالمشروع ولمتابعة المزيد من قصص بيروت الحلوة

Join Group on WhatsApp

ما كنا منقدر نخبر هالقصص لولا تعب عدد كبير من المؤرخين والباحثين. لولاهن كنا فقدنا تاريخ بيروت وتراثها. شكر خاص ل:

لويس شيخو – طه الولي – نينا جديجان – حسان حلاق – سهيل منيمنة – عبد اللطيف فاخوري – زياد عيتاني – جمعية تراث بيروت – صفحة يا بيروت