مدونة
سارة ترحيني

بعدوان غير مسبوق: سوق النبطية التراثي منكوب!

غارات مكثفة من طيران العدو أدى لتدمير سوق النبطية القديم، الذي كان يمثل شريان الحياة وذاكرة المدينة وسكانها.

سوق النبطية منكوب!

Photo by Abbas FAKIH.

الدمار انتشر من ساحة المنشية إلى نزلة الديماسي، وصولاً إلى باحة الحسينية، مما قضى على ملامح أساسية في المدينة. كنافة السلطان، مدلوقة الديماسي، فلافل الأرناؤوط…كلها معالم نبطانية توارثتها الأجيال وإشتهرت فيها المدينة، إنمحت كلها بعدة لحظات.

نشر سمير صبّاغ بجريدة “النهار”: هي المرة الأولى التي تشهد فيها هذه البقعة الجغرافية دماراً مماثلاً. لم يحدث هذا الأمر في عدوان تموز ٢٠٠٦. هذا المساء، تحوّلت الأبنية ركاماً يصعب ترميمه. وتضم هذه المنطقة الحيوية أهم المؤسسات التجارية الضخمة المملوكة من أهالي النبطية مثال “حلويات السلطان” و”الديماسي” ومحال الثياب والأحذية والألعاب و”الفوبيجو”، كما العيادات الطبية ومراكز العلاج الفيزيائي والمطاعم ومحال العصائر والمقاهي وغيرها.”

من البابوج للطربوش!

سوق النبطية ١٩٥٢

سوق الاثنين الشعبي التراثي عمرو أكتر من 400 سنة، وكان مقصد لكل الجنوبيين ع مر التاريخ. كان يعبر حلقة ربط أو وصلة تجارية بين صيدا، وصور، وجزين، ومرجعيون بالجنوب. تميّز بالعجقة والبسطات الشعبية، وكان بقلبو كل شي من “البابوج للطربوش”.

Photo by Kamel Jaber

إشتهرت العمارة بالسوق إنها قديمة وبترجع لأول حركة بناء شهدتها المدينة. تميّزت بالخانات اللي كانت بعدها محافظة ع ملامحها، أول أوتيل بالمدينة اللي تحول بعدها لمحلات، عدا عن ميّزات العمارة من قناطر مزخرفة، العقد الصخري، الأدراج القديمة، الأباجورات الخشبية، والزقاق الضيق.

سوق النبطية قبل القصف

قبل يوم من الغارات، استُهدف دارة آل شاهين وهو من أهم البيوت التاريخية بالنبطية، مما يعكس إنو هيدي الحرب هي حرب على تراث ومجتمع بحد ذاته. هدف الهجوم المعادي هو ضرب ذاكرة كل “نبطاني”، سواء من خلال استهداف السوق التراثي أو البيوت التاريخية.

شوفوا كمان، “جنوب” القطة النازحة من عيتا الشعب ع صيدا