سرعين الفوقا وحدة من الضيع البقاعية يلي ما فيك تسمع باسمها وما يخطر ع بالك مزيج الطبيعة، التاريخ، والخيرات. هالضيعة موجودة على السفح الغربي لسلسلة جبال لبنان الشرقية، وبتشكّل نقطة وصل بين زحلة وبعلبك. هالضيعة البقاعية اللي بتنقلك بغمضة عين من أجواء العصر الحديث لعالم مليان تاريخ وطبيعة خلابة. مش حيلا ضيعة، هي قطعة من البقاع الساحر يلي كأنو لوحة رسمها فنان.
Credits: طقس وطني لبنان
سرعين مش ضيعة زغيرة متل ما الناس بتفكر. فيها سهول زراعية واسعة وغنية، بيزرعوا فيها البطاطا، البصل، وكل أنواع الحبوب والخضراوات. غير هيك، بتتميز بحيين رئيسيين: الحي الشرقي والغربي، وفيها أحياء متل سرعين التحتا، الحلانية، وميسلون.
في كتير حكي عن أصل إسم سرعين. في ناس بيقولوا إنو “سر العين” جايي من جمال مناظرها، أو يمكن بسبب نبع مميز فيها. ومين ما بيعرف إنو كل زاوية فيها “بتسر العين” بجمالها الطبيعي والخيرات اللي بتزرعها.
سرعين فيها آثار رومانية وحتى قصص جايي من العهد الإسلامي. بيقولوا في مقام البطحاء اللي إلو علاقة بالإمام علي، وفي قصة عن “دعسة الناقة” لما مرق الإمام علي من المنطقة. هالشواهد التاريخية بتذكرك إنو هالضيعة مش بس طبيعة، بل كمان صفحة من تاريخ لبنان.
بتحكي الناس بضيعة سرعين الفوقا قصة قديمة مرتبطة بالإمام علي، وبيسموها “دعسة الناقة”. بيقولوا إنو مرق بقلب هالضيعة على ناقته، وترك أثر بمكان معين، وصار معروف بمقام “دعسة الناقة”. أهل الضيعة بيعتبروا هالمكان مقدس، وزوار الضيعة بيمرقوا علي بيعتبروا إنه بيحمل بركة قديمة. هالقصة هي جزء من هوية سرعين، وبتعبر عن إيمان الناس بالماضي اللي برغم من بعدو، بعدو حاضر بقلوبن وأرضن.
للأسف، سرعين الفوقا، متل كتير من ضيعنا، تأثرت بالأحداث رالقصف، وكتار من سكانها غادروها. منتمنى من قلبنا تقطع هالغيمة السودا، وترجع تعمر سرعين وتعمر كل ضيعة بلبنان، ويعم الفرح والسلام ع الكل.