“على جسر اللوزية تحت وراق الفية
هبّ الغربي وطاب النوم وأخدتني الغفوية”
بتعرفوا كيف في أغاني بتضلها محفورة بذاكرتنا؟ كيف كل مرة نسمعها، بتحملنا لغير عالم؟ غنية “على جسر اللوزية” للسيدة فيروز وحدة من هل أغاني. كلماتها، لحنها، وحتى صوتها، بيفتح علينا أبواب الحنين. بس السؤال: وين هيدا الجسر؟ وشو قصتو؟
Credits: فيروز وفنجان قهوة
السيدة فيروز غنت “على جسر اللوزية” سنة 1971، ولحظتها هالجسر صار رمز للرومانسية والحنين. الغنية حملتنا لمطرح مليان وراق شجر اللوز والنسيم اللي بيطير من تحتو. الجسر الحقيقي موجود فعلياً، وهوي بضيعة سرجبال بالشوف، قبل ما توصلوا لدير القمر بـ10 دقايق.
Credits: فيروز وفنجان قهوة
سرجبال، القرية اللي معنى إسمها “أمير الجبل” بالسرياني، قاعدة على ارتفاع حوالي 350 متر عن سطح البحر وبعيدة 32 كلم عن بيروت. مشهورة بجبالها وينابيعها، متل نبع الخروبة اللي بتروي الأراضي الزراعية، وبنهرها اللي بيمرق بين الوادي. هالجسر تحديداً مبني فوق هالنهر الجميل، وبقي شامخ لليوم ليكون جزء من ذكريات أهالي المنطقة وزوارها.
Credits: مناظر و جمال لبنان
جسر اللوزية مش بس ذكرى غنية، هوي مكان بعدو موجود لليوم وبيحمل جمال طبيعي وتراث معماري قديم. الوادي حوالي مليان شجر ومي، ومكان مثالي للمشي وليلي بدن ياخدوا نفس من عجقة الحياة. المنطقة كمان مشهورة بطواحين مي قديمة، يلي كانت جزء من حياة أهل الضيعة من زمان.
هالقرية كمان مسقط رأس مصمم الأزياء العالمي إيلي صعب والفنانة المرحومة ناريمان عبود. يمكن هيدا سبب إضافي ليش سرجبال عندها سحر خاص. الأماكن والأشخاص فيها بيعطوها هوية بتجمع بين التراث والأناقة.
بيقولوا إنو سنة 2006، وقت ما قصف الاحتلال الإسرائيلي كل جسور لبنان، ما ضل غير جسر اللوزية. ليش؟ لأنو ما حدا عرف وين! النكتة بتقول إنو قائد الجيش الإسرائيلي أمر جنودو يسألوا السيدة فيروز عن موقع الجسر ليقصفوا.
جسر اللوزية بعدو موجود، ومع كل زيارة لسرجبال، رح تحسوا كأنو صوت فيروز عم يرجع يتردد بين الشجر. هالغنية مش بس بتحكي عن مكان، بتحكي عن حب وحنين لجمال طبيعي وتراث منسي، وبيدعونا نزور ونعيش هاللحظة اللي خلدها صوتها.