لما نحكي عن الحلو البيروتي الرمضاني الأصيل، ما فينا ما نحكي عن المفتقة! هالحلو التقليدي مش بس طعمتو غير شكل، كمان ورا قصة وقديمة. كانوا أهل بيروت يحضروها بالبيوت بكتير محبة، ويجمعوا العيلة حواليها بسهرة طيبة. وصفة تاريخية صامدة من أيام العثمانيين، وبعدها موجودة رغم مرور الزمن.
المفتقة محضرة من رز، طحينة، سكر، وعقدة صفرا، والصنوبر فوقها بيعطيها نكهة فخامة. بس الحلو فيها إن تحضيرها بدو صبر وإيدين قوية، لأن لازم يتحرك الخليط لساعات لحد ما “يفتق السارج”، يعني يطلع زيت الطحينة ويغلف الطبخة كلو. وعفكرة لهيك إسمها مفتقة، قد ما بدها تحريك. وما بتخلص القصة هون، لأن سر طعمتها الأصلية ما بينكشف لأي حدا.
من زمان، كانت المفتقة حاضرة ببيروت بكل مناسبة، خاصة بأربعاء أيوب، اللي كان آخر أسبوع من نيسان. كانت العيل تروح عالرملة البيضا، يجتمعوا ويحضروا هالأكلة على البحر، يتبادلوا الأحاديث ويستمتعوا بأجواء بيروت أيام زمان. بس مع مرور الوقت، بطل في احتفالات كبيرة متل قبل، وصارت المفتقة موجودة بس ببعض المحلات المختصة.
إذا بدكن تذوقوا طعمة المفتقة البيروتية عأصولها، لازم تزوروا “حلويات المكاري” بعائشة بكار. هالمحل مش بس مشهور، هوي الأسطورة اللي حافظ على الوصفة الأصلية من أكتر من 100 سنة! من الأب للإبن، والوصفة بعدها نفسها، بتعطي نفس الطعمة الطرية الشهية اللي مستحيل تلاقوها محل تاني.
مش بس المفتقة التقليدية، بالمكاري فيكن تطلبوها بالقشطة أو الجبنة، وحتى بنكهة الحلوم اللي بتجمع الحلو والمالح بنفس اللقمة. أي وحدة بتختارو، أكيد رح تعجبكن!
ومن بيروت لصيدا، المفتقة عملت طريقها وصارت من أشهر الأطباق الرمضانية اللي بتتحضر على السفرة. بس عطول، البيارتة بيعتبروها حصرية لإلن، وبيعرفوا إن الطعمة الأصلية ما بتطلع إلا بإيدين بيروتية خبيرة.
حلو بيروتي بيشبع وبيعطي طاقة، وبينحفظ بالبراد لشهر كامل بدون ما يخسر نكهتو. وإذا مش عبالكن تنزلوا عالبسطة، المكاري بيوصل لعندكن، فيكن تطلبوا المفتقة عالرقم: 785 817 01.
شو بعدكن ناطرين؟ دلعوا حالكن بطبق مفتقة بيروتية أصلية، وخلي رمضان أحلى بطعمتو الأصيلة!