فرن الشباك… إسم المنطقة يلي كلنا منعرفو، بس يا ترى فكرتو من وين جايي؟ يمكن تعودتوا تسمعوا عن هالمطرح كمنطقة حيوية وضاجة بالحركة، بس القصة أعمق من هيك بكتير، وبتاخدنا ع إيام بيروت القديمة، وقت كانت الليرة تحكي والحياة غير شكل.
Credits: Old Beirut ست الدنيا
كل شي بلش بكعكة… مش أي كعكة، كعكة الشباك. هلق إذا بتسألوا حدا من الكبار بالعمر، رح يقلكن إنو هالكعكة كانت نجمة رمضان ببيروت. كانت تنعمل من الطحين والسمنة وكبش القرنفل وبهارات تانية، وتنخبز بطريقة خاصة تاخد شكل “شباك”، أربع خطوط عجين بالطول والعرض، متقاطعين بالنص. مشهد ولا أطيب!
Credits: cookpad
بوقتا، كان في فرن معروف بالمنطقة، اختصاصو كعكة الشباك. الناس كانت تجي من كل المناطق ببيروت ياخدوا حصتن قبل ما يخلصوا الكعكات. وهون، مع الوقت، صاروا يقولوا “فرن الشباك” نسبة لهالفرن، والإسم كبر مع المنطقة وصار جزء منها.
ما كان رمضان يمرق بلا كعك الشباك. كل عيلة كان عندها كعكة كبيرة بتعلقها بغرفة الطعام، وبضلها لرمضان الجايي. وقت يجي الشهر، بينقسم الكعك القديم، وكل فرد بياخد قطعة زغيرة “للبركة”، وبينحط محلو كعك جديد للسنة الجديدة. تقليد بيروتي أصيل اختفى مع الوقت، بس بعدو بذاكرة يلي عاشوا هالأيام.
Credits: Kitchen Maestro
المنطقة كبرت وتغيّرت، بس بعدا محطة أساسية ببيروت. قبل الحرب، كانت حركة العمران ماشية باتجاه طريق الشام، وصارت الأبنية تطلع حوالين الكنيسة القديمة بالمنطقة. شوي شوي، تحولت فرن الشباك لسوق تجاري مهم، مليان محلات، بنوكي، مطاعم، وحتى مسارح وصالات سينما.
رغم الأحداث يلي مرقت على لبنان، فرن الشباك ضلت منطقة ناشطة ومفتاح للتسوق والمشاوير. الناس فيها بعدن بيحبوا الحياة، وكل يوم بتلاقوا الشوارع مليانة، وكأنو التاريخ بعدو عم بعسد نفسو ومكمل فيها.
Credits: elfann
يمكن اليوم ما بقا في كعك الشباك متل قبل، بس الإسم بعدو شاهد على زمن بيروتي حلو، زمن الكعك والعجقة والفرح البسيط. فكل ما تقطعوا بهالمنطقة، تذكروا إنو وراها قصة، وحكاية!