بتعرفوا إنو في خندق فينيقي ب أنفه؟ شو قصتو؟

إذا مرقتوا ب أنفه، يمكن ما تنتبهوا ع شي ملفت من أول نظرة. البحر ع جنب، بيوت قديمة، شوية زوايا مخباية بتحكي تاريخ. بس إذا فتّشتوا منيح، رح تكتشفوا سر مخبى بين الصخر والميّ… “الخندق الفينيقي”. إيه، عنجد، خندق منحوت بالصخر من آلاف السنين، وشاهد على حضارة ما بتخلص!

هالخندق مش حفر عادي. الفينيقيين، عباقرة البحر والتجارة، حولوا لحوض جاف كانو يبنوا في السفن. تخايلوا المشهد… خشب عم يتجمع، نحاتين عم يشتغلوا، وسفن عم تطلع من أنفه وتجول بالبحار. مشهد بيحكي تاريخ مدينة كانت بيوم من الإيام قلب التجارة البحرية.

^{Credits: tourism-lebanon}

هالمطرح كان ينبني في السفن من 3000 سنة!

أنفه، البلدة اللي عمرها أكتر من 3000 سنة، كانت معروفة بصناعة النبيد الفاخر. بس للأسف، بالعهد العثماني، منعوهن يصنعوا، فحولوا معاصر النبيد لمعاصر زيتون. من الخمرة للزيت، بس الروح الإنتاجية ما ماتت! وكأنو هالبلدة بتعرف كيف تعيد اختراع حالها عبر العصور.

مش بس هيك، أنفه كانت عاصمة الملح بلبنان. الملح اللي طلع من صخورها صار رمز، بس العثمانيين حاولوا يسيطروا علي وفرضوا ضرائب مجنونة. ومع هيك، ضلّت الناس تقاوم، وتشتغل، وتحافظ ع شي من تراثها، متل ما بيخبرنا الناشط البيئي حافظ جريج بكتابو “ملح لبنان”.

أما بالخندق، فمع الوقت، الصليبيين لقوا في فايدة جديدة. استعملوا كحاجز دفاعي، فصل بين قلعة نيفين اللي بنوها ع البحر، وباقي البر. حتى اليوم، في بقايا لجسر متحرك كانو الصليبيي يستخدموا للحماية. يعني هالمكان شاف حروب، شاف مجد، وشاف تطورات ما بتنتهي.

^{Credits: tourism-lebanon}

رأس أنفه، اللي بيمتد 400 متر جوات البحر، مليان أسرار تانية. آثار فينيقية لمعاصر الخمر، خنادق منحوتة بالصخر، وحكايات منسية. هيدا المكان مش بس بحر حلو، هيدا متحف طبيعي لازم الكل يشوفوا.

^{Credits: tourism-lebanon}

اليوم، أنفه بعدها عم بتقاوم لتضل محافظة ع تاريخها. بين صناعة الملح، الزيتون، والبقايا الفينيقية، بتذكرنا إنو لبنان مش بس حاضر، هو ماضي مليان مجد لازم نحافظ علي. فالمرة الجاية، إذا كنتوا مارقين من أنفه، توقفوا للحظة، تطلعوا ع البحر، واتأملوا التاريخ العتيق لهالمدينة يلي بقيت صامدة رغم مرور الحروب والسنين.

شوفوا كمان، ليش إسم المنطقة فرن الشباك وشو علاقتها بكعك رمضان؟