قبل سبع سنوات، بلشت حكاية سيندي نعمه وباميلا سرياني بمدينة ما كانت بتعرفن بعد. وصلوا ع برشلونة من دون لغة مشتركة ومن دون شبكة علاقات، بس حملوا معهن يلي بيكفي لبناء مكان بيشبه الوطن: ذاكرة بيروت، مطبخها، وطقوس الضيافة يلي مش بحاجة للترجمة. من هيدي البدايات المتواضعة، خلق Bērytī.
بواحد من أحياء غراسيا، ما بيقدّم Bērytī تجربة أكل لبنانية بس! بيفتح مساحة تُستعاد فيها الذاكرة وتُصان فيها الوصفات متل ما ورثتها الأجيال. هون، ما بتُخترَع الأطباق بقدر ما تُروى الحكايات عبرها، وتتحوّل السفرة لمساحة لقاء وانتماء.
ب 16 كانون الأول، وبعد سنوات من التقلّبات والتحديات، نال Bērytī جائزة أفضل مطعم دولي من الجمعية الغاسترونومية بمدينة برشلونة. وبلحظة اعتراف بمسار طويل من الصمود والإصرار، تسلّمت سيندي وباميلا الجائزة من بياتريث نوبيولا، منسّقة السياحة بكاتالونيا، يلي بتحمل لقب منطقة العالم لفنون الطهي 2025.
بتقول باميلا: “مطبخنا هو امتداد لبيوتنا. نطبخ ما تربّينا عليه، وما تعلّمناه من أمهاتنا وجدّاتنا. كتير من المكونات نأتي بها مباشرة من لبنان: منتجات منزلية، حرفية، تصنعها نساء من مختلف المناطق اللبنانية. هيك نحافظ على لبنان حيّاً في بكل طبق”.

أما سيندي، بتشوف أن دور Bērytī يتجاوز تحضير وتقديم الأكل ليوصل للناس نفسن: “بالنسبة لكتير من اللبنانيين والعرب يلي بيجوا ع برشلونة، Bērytī محطتهن الأولى. المكان يلي يسمعوا فيه لهجتهن، ويتعرّفوا ع نكهات بلدهن، ويشعرون بأنهن مرحّب فيهن. ولأهل برشلونة، هو نافذة على لبنان الحقيقي: بلد كريم، غني بتنوّعه، وإنساني بعمقه”.
مع مرور الوقت، تحوّل Bērytī لملاذ ونقطة التقاء لجالية بتعيش بعيداً عن وطنها، وجسر ثقافي بوصّل بيروت ببرشلونة. أما هيدي الجائزة، فهي شهادة على الصلابة اللبنانية بالاغتراب، وعلى نساء بنوا بهدوء وثبات، وعلى ثقافة سافرت، تكيّفت، ونجحت إنو تزدهر… حتى بعيداً عن الوطن.