Let me be your guide to Beirut & Lebanon!

مدونة

ممنوع زراعة البذور البلدية…قانون حصرية البذور!

البذور البلدية بلبنان مهدّدة مع مشروع قانون تنظيم تجارة البذور والشتول يلي يناقش حالياً. هالقانون بيطرح أسئلة كبيرة عن حقوق المزارعين، حماية البذور المحلية، و السيادة الغذائية.

حسب خبراء الزراعة البيئية لموقع المفكرة القانونية، اقتراح القانون الحالي بيحمل خطر كبير على البذور البلدية. المشكلة الأساسية هي تعريف “الصنف” اللي بيعتمد على شروط DUS (تميّز، تجانس، ثبات)، يلي بتنطبق على البذور الهجينة و الصناعية، مش على البذور البلدية اللي بطبيعتها متنوعة وبتتكيف مع التربة والمناخ بلبنان.

البذور البلدية بطبيعتها غير متطابقة 100% لأنها تتأقلم كل موسم مع الأرض والمناخ. إذا فُرضت عليها شروط DUS، رح تصير غير قابلة للتسجيل، وهيك بيكون ممنوع تداولها و استخدامها. هالشي يعني فعلياً قتل البذور الأصلية ومنع زراعتها قانونياً.

Image: Chris Trinh/The Public Source

البذور البلدية هي خط الدفاع الأول ضد الأمراض وتغير المناخ. إذا اختفت، منخسر أغنى مصدر طبيعي للتكيف.

لأنّ البذور الهجينة هي الوحيدة اللي بتستوفي شروط DUS، بصير السوق محصور بيد الشركات، وب يتراجع دور المزارعين الصغار و المشاتل.

المنطق التجاري بيجبرنا نشتري بذور من برّا كل سنة، والمزارع ما عاد يقدر ينتج بذور بإيدو.

التركيز بصير على الشكل والحجم واللون، مش على التغذية، المناعة، أو جودة البذور اللي بتناسب البيئة اللبنانية.

أكدت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان إنو مشروع قانون تجارة البذور والشتول بيركّز على المنظور التجاري والتقني بس، وبيتجاهل حقوق المزارعين، السيادة الغذائية، وحماية التنوع الزراعي المحلي.

كرمال هيك، دعت الهيئة لتعديلات أساسية ع القانون وإعتماد مقاربة بديلة قائمة على العدالة، المساواة، وحماية التنوع الزراعي. من أبرز توصياتها:

– الاعتراف بالنظام الوطني للبذور البلدية جنب النظام التجاري.
– إنشاء سجل وصندوق وطني للبذور.
– حماية البذور من التعديلات الوراثية والقرصنة.
– مشاركة النساء والشباب باللجان الزراعية.
– مواءمة القانون مع حقوق الفلاحين ودراسة أي اتفاقيات قبل الانضمام إليها.

هالقانون لحظة مفصلية للزراعة بلبنان. مع ضغط الشركات الكبرى على المزارعين الصغار، البذور البلدية رح تختفي شوي شوي لأن ما حدا رح يزرعها أو يحافظ عليها. ومعها منخسر نكهات وتراث وأصناف قديمة عاشت ببيئتنا لسنين طويلة. هلق الوقت لنحمي بذورنا المحلية، المزارعين، ونقوّي سيادتنا الغذائية.

Main Image: Chris Trinh/The Public Source