قلمين عشقو الكتابة وعشقو الحب، نسجوا قصة حب عذري، تحدت حدود الزمان والمكان.
مي زيادة، الأديبة اللبنانية وصاحبة العقل المفكر والحب الصادق، وجبران خليل جبران، الفنان والفيلسوف وصاحب الروح المتمردة.
التقيو على صفحات الورق، بلشت القصة لما مي انعجبت بكتاباتو كتير فقررت تبعتلو رسايل عن رأيها بكتاباتو على أميركا، فكانت رسايلن جسر بيربط بين ضفتي المحيط، بين لبنان وأميركا، حاملين مشاعر دفينة وورقة وحب وبعد وجفا.
كتبتلو رسالتها الأولى عام 1912، وضلت تراسلو وتخفي حبها عنو لفترة 12 سنة لوقت ما عادت قادرة تخبي في حبها إلو وكانت ناطرة وعايشة ع أمل.
جبران، بدورو، انجذب لذكا مي وثقافتها الواسعة، وصار في حوار روحي عميق بيناتن، تبادلو في الأفكار والأحلام والمشاعر بشكل ما بيتفسر، وصارو يهتمو لبعض من دون ما يعرفوا بعض مزبوط.
ومع مرور الوقت، ازدادت شعلة الحب بيناتن، فقررت مي تعبر عن عن مشاعرها لحبيبها جبران بوضوح ولأول مرة خصوصي من بعد ما فاتت بعمر ال30 وحست إنو صار لازم تتجوز وتعمل عيلة وما كانت قادرة تحب حدا غير جبران ولا قادرة تشيلو من قلبها، بقي جبران حذر، متردد بين مشاعرو تجاه ماري هاسكل ومي.
بس مي بقيت مي وفية لحبها، حبتو بجنون ويمكن ما حدا حب أدها، بقيت كل حياتها ناطرة إشارة من جبران، بالوقت يلي كان عم بعيش في جبران صراع داخلي بين مشاعرو المتضاربة.
استمرت تبادل الرسائل بيناتن على مدار 19 سنة، من دون ما يلتقوا ولا مرة، ولا حتى لقاء واحد يبرد قلبها لمي، تركوا مشاعرهن حبيسة الكلمات. وبقيت مي عايشة ع أمل هالحب يتوج شي نهار بلقاء حقيقي ويمكن بقلبة….
بعام 1931، مات جبران وترك ورا جرح عميق بقلب مي، مات من دون ما تقدر تشوفوا ولا تلمح صورتو ولا تشم ريحتو ولا حتى قدرت تغمرو وكان عايش جواتها وبقلبها وبكل تفاصيل حياتها وكتاباتها وبكل نفس من أنفاسها، ورجع زاد من مأساتها خسارتها لأهلها بعدين.
عاشت مي آخر 12 سنة من حياتها بحسرة كبيرة وبصراع مع الحزن والألم، ففاتت على مستشفى الأمراض العقلية لبركي تلاقي السلام لي ضيعتو مع موت لي بتحبن، ورجعت توفت سنة 1941 وتركت وراها إرث أدبي عظيم وقصة حب خالدة يمكن التاريخ ما عرف متلها…
سيدة حبت رجل حتى الموت وضلت وفية لإلو من دون أي وعود ومن دون ما تشوف شكلو ولا تلمح طيفو ولا تسمع صوتو، قدي كان هالحب قاسي عليها… كم أنتي عظيمة يا مي وكم حبك عظيم.
حبتو لدرجة إنو بأحد الرسايل طلب جبران صورة منها فردت علي: تخيلني .. كيف أنا ! فقلها: بتخايلك شعرك قصير وهيك ملفوف عوجك، فقصت مي شعرها الطويل الحلو، وبعتتلو صورتها بالشعر القصير. بوقتها بردلها: شفتي قدي كان تخيلي حقيقي! قالتلو “الحب كان حقيقي”.
من أجمل الكلمات لي نسجتها مي لحبيبها لي انحرمت منو: ” لوحت له يدي مودعة و لا يعلم كم يداً في قلبي لوّحت له بالبقاء”. “
قصة حب مي لجبران، قصة حقيقية عاشت على صفحات الورق وبكل تفصيل من تفاصيل حياتها، قصة تحدت قيود الزمان والمكان، قصة خلدت ذكرى شغف الكلمات ولهيب البعد متل ما خلدت قصة حب روميو وجوليت العشق الحقيقي.
لروحك الطاهرة مي، منقدم هالمقال!
شوفوا كمان، قصة وادي الجماجم ببسكنتا: وادي الجتت لي ما حدا قدر يوصلوا!