اشيا منحبها
إليز داود

ضيعة من الجنوب: تعرّفوا على جباع بالنبطية

جباع، هالضيعة المخباية بين تلال الجنوب، بآخر جبل من سلسلة جبال لبنان الغربية. موجودة على تلة، بتطل على صيدا، جزين، والنبطية، وبتمتاز بمناظرها اللي بتاخد العقل. من أحراج السنديان والجوز، لوفرة الينابيع اللي بتروي الأرض وبتحافظ على خضرتها. هالضيعة بتتمتع بجو من الراحة، الخضار، والنفس اللي بيشبه تراب لبنان.

سرّ إسم جباع

إسم هالضيعة بيرجع لزمن بعيد، ويقال إنو بيعني التلة أو الهضبة بالسرياني. مع إنو الآثار القديمة بطلت موجودة، بعدها الضيعة محتفظة بإرثها من جيل لجيل. أهالي المنطقة بيحبوا يسموها “جباع الحلاوة” ليميزوها عن جباع الشوف. السبب؟ لأنها أول ضيعة بلبنان حضرت الحلاوة بالطحينة. كانوا بالزمان يستعملوا الدبس بدل السكر لتحضير الحلاوة، ورجعت ضيعتنا الحلوة جربت الطحينة وصارت معروفة فيها.

جنة الطبيعة صيف شتي

هالضيعة كانت وبعدها من أجمل مصايف الجنوب. الهوا فيها نقي، والمي عذبة من كترة الينابيع يلي بتجري فيها حوالي 360 نبع. من أشهرن نبع “القبي” وسبعة عيون. كروم التفاح يلي بتنزرع فيها كمان إلها نكهة خاصة، ومن الفواكة الطيبة يلي بيشتهر فيها التفاح، النجاص والعنب.

جباع بتشتهر كمان بكرومها ومزروعاتها، وبتتميز بمناخ بارد ومنعش بالصيف، ورفيقة الضباب بالشتا. قعدة الضيعة مميزة، بتطل على أغلب ضيع الجنوب وحتى البحر. الخضار وين ما كان بالضيعة، فيها كروم وعرايش وغابات صنوبر وسنديان وحور.

من ذكريات أهالي جباع

بالزمان، كانوا أهل جباع ينطروا بفارغ الصبر المصطافين ليجو على الضيعة ليأمنوا معيشتن. بالصيف، كانوا يتركوا بيوتن ويعمروا كواخ من الغصون حول الينابيع، ويقضوا ليالاتن ع ضو الشموع. بهالطريقة، كانوا يأجروا بيوتن للمصطافين ويستفيدوا من الأجارات ليقدروا يغطوا تكاليف الشتوية.

من شجرات الضيعة المشهورة، “جوزة الفرن” يلي كانت تطلع آلاف حبّات الجوز بالموسم، وزيتونة معمرة إسمها “البريك”، ونجاصة “سمر القنديل” يلي كانت تحمل بغال بالموسم.

وين فيكن تاكلوا بجباع؟

لما يروق الوضع وتقرروا تطلعوا ع جباع، لازم تزوروا مطعم “أبواب” بقلب الطبيعة، أطيب أكل بجو تراثي وفيو ولا أجمل. وفي كمان مطعم “وادي الصنوبر” مع منظر خلاب على الجبل، قعدة بتاخد العقل وبتشوفوا جباع من فوق وكأنها لوحة فنية.

بكل زاوية من جباع، بتلاقوا الخضار والراحة، وكأنها جنة زغيرة على الأرض. بس للأسف، جباع الحلوة عم تتعرض للقصف المستمر مؤخراً. نحنا منتمنى توقف الحرب، ويرجعوا أهل جباع بسلام وأمان، ويرجع يقدر الكل يزور هالأرض الطيبة، ويتمتعوا بجمالها وطبيعتها من جديد.

شوفوا كمان، ضيعة من الجنوب: تعرّفوا على عيترون ببنت جبيل